رحلة الأثر الاجتماعي في القطاع غير الربحي
في النصف الأول من القرن العشرين، وإبّان الحرب العالمية الثانية التي خلفت رقمًا ضخمًا من الأرامل والأيتام والعاجزين؛ ظَهَرت ممارسات تطوّعية دافعها الإحسان؛ للمساعدة والتخفيف من وطأة الفقر المدقع الواقعة على تلك الفئات، ثم ظَهَرت بعد ذلك ممارسات اكثر تنظيمًا ومهنيّة، وأخذت صِبغة علمية ومنهجية، يعود الفضل في هذا التحسين لكتابات ماري رتشموند في كتابها (التشخيص الاجتماعي) المنشور في بريطانيا عام 1917م والتي كانت بداية حقيقة لظهور مؤسسات اجتماعية في أوروبا تُقدِّم خدمات مهنية، إضافة إلى بروز علمٍ مستقلٍ له فلسفة خاصة يؤمن بقيمة الفرد وكرامته بغض النظر عن جنسه ودينة، إنما تنظر إلى العدالة الاجتماعية كمبدأ راسخ في تعاملها مع جميع مكوّنات المجتمع.